يُعتبر الإعصار عاصفة مدارية عندما تصل سرعة الرياح المستمرة إلى ما بين 63 و118 كيلومترًا في الساعة. عندها، يتم تصنيفه ضمن العواصف المدارية وفقًا لتصنيفات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
متى يبدأ موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي وكم يدوم؟ وما الإجراءات الممكنة للاستعداد لمواجهة أخطر العواصف على كوكب الأرض؟
ما أنواع الأعاصير؟
يُعتبر الإعصار عاصفة مدارية عندما تصل سرعة الرياح المستمرة إلى ما بين 63 و118 كيلومترًا في الساعة، ويُدرج بذلك ضمن قائمة العواصف المدارية التي تحددها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
تُصنف الأعاصير المدارية إلى خمس فئات وفق مقياس “سافير- سيمبسون” (Saffir-Simpson):
- الفئة الأولى: سرعة الرياح من 119 إلى 153 كيلومترًا في الساعة.
- الفئة الثانية: سرعة الرياح من 154 إلى 177 كيلومترًا في الساعة.
- الفئة الثالثة: سرعة الرياح من 178 إلى 208 كيلومترًا في الساعة.
- الفئة الرابعة: سرعة الرياح من 209 إلى 251 كيلومترًا في الساعة.
- الفئة الخامسة: سرعة الرياح تزيد عن 252 كيلومترًا في الساعة.
كيف ينشأ الإعصار؟
تُعتبر الأعاصير من أعنف العواصف على وجه الأرض. وفقًا لوكالة “ناسا”، تعتمد الأعاصير على مكونين أساسيين هما الحرارة والماء.
تنشأ الأعاصير فوق المياه الدافئة عند خط الاستواء، حيث يمتص الهواء فوق سطح المحيط الحرارة والرطوبة. نتيجة لذلك، تتشكل دوامات من الهواء عندما يرتفع الهواء الساخن من منطقة الضغط المنخفض إلى منطقة الضغط المرتفع.
بمجرد أن يرتفع هذا “الهواء الساخن” بدرجة كافية في الغلاف الجوي، يبرد ويتكثف في السحب، مما يؤدي إلى تكوين دوامة من الهواء والسحب المتزايدة، والتي تتحول في النهاية إلى عاصفة رعدية.
لذا، فإن الشرط الأساسي لمواجهة الأعاصير هو السيطرة على ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات، التي تُعتبر السبب الرئيسي في زيادة حدوث الأعاصير، خاصة في المحيط الأطلسي.
كيف تؤثر أنماط المناخ على الأعاصير؟
في تقرير نُشر على موقع “لايف ساينس” (Live Science)، صرح جيري بيل، المختص بالأعاصير الموسمية الرئيسية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي “نوا” (NOAA) في واشنطن العاصمة، بأن “هناك نوعين من الأنماط المناخية السائدة التي تؤثر على أنماط الرياح والضغط في المحيط الأطلسي”.
النمط الأول:
هو دورة “النينيو” أو “النينا”، وهي دورة مناخية تحدث في المحيط الهادي وتؤثر بشكل كبير على حالة الطقس في جميع أنحاء العالم. تبدأ دورة النينا عندما تنتقل المياه الدافئة في المحيط الهادي من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية الاستوائية، متجهة نحو سواحل أميركا الجنوبية، لتطفو بعد ذلك على مياه شمال غرب أميركا الجنوبية.
النمط المناخي الثاني:
فهو التذبذب المناخي متعدد العقود في المحيط الأطلسي (AMO)، والذي يُعرف بأنه نمط من التذبذب المناخي يستمر لمدة تتراوح بين 25 إلى 40 عامًا. يرتبط هذا النمط بارتفاع درجات حرارة المياه في المحيط الأطلسي وزيادة قوة الرياح الموسمية الأفريقية.
هل تزداد الأعاصير قوة؟
وفقًا لدراسة نُشرت في دورية “بي ناس” (PNAS) في مايو 2020، توصل باحثون من عدة مراكز متخصصة في علوم المناخ والمحيطات في الولايات المتحدة إلى أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة عدد العواصف المدارية وتواتر حدوثها أيضًا.
كما يؤدي الاحتباس الحراري إلى ظهور ما يُعرف بـ “عواصف الزومبي”، وهي العواصف التي تتلاشى تدريجيًا لفترة قصيرة ثم تعود لتشتد من جديد.
شهد عام 2020 إحدى هذه العواصف عندما ضرب إعصار “بوليت” من الفئة الأولى اليابسة في برمودا في سبتمبر. بعد ذلك، تحول الإعصار إلى الفئة الثانية، لكنه ضعف وتلاشى بعد حوالي 5.5 أيام.
لم تكن هذه نهاية إعصار “بوليت”، حيث استعاد قوته وصُنف كعاصفة مدارية على بُعد 480 كيلومترًا من جزر الأزور. ويتوقع العلماء أن تزداد وتيرة حدوث عواصف الزومبي مع ارتفاع درجات حرارة المياه.
كيف تستعد للإعصار؟
تبدأ رحلة الحفاظ على سلامتك خلال موسم الأعاصير بخطوة بسيطة تتمثل في “إعداد خطة”. يمكنك الاستفادة من موقع “ريدي. غوف” (Ready.gov)، الذي يقدم دليلاً مبسطًا لمساعدتك في وضع خطة شاملة لجميع أفراد الأسرة.
تساعدك الخطة في تحديد ما إذا كان من الآمان البقاء في المنزل خلال العاصفة أو إذا كان من الأفضل الانتقال إلى مكان آخر. كما توفر لك معلومات حول الطرق التي يمكنك اتباعها في هذه الحالة.
إذا كنت في منطقة خالية، من الضروري معرفة أماكن الإقامة الآمنة خلال العاصفة. يُفضل تحديد موقع اجتماع مسبق يمكن أن يجتمع فيه أفراد العائلة. قد تتأثر خطوط الهاتف المحمول المحلية أثناء العاصفة، لذا يُعتبر إرسال الرسائل النصية خيارًا أفضل. وبالنسبة للحيوانات الأليفة، يجب تقييدها خلال العاصفة لضمان سلامتها.
كيف تحمي منزلك من العواصف؟
غالبًا ما تؤدي الأعاصير إلى سقوط الأشجار على الممتلكات، لذا يجب على أصحاب المنازل في مناطق الأعاصير اتخاذ إجراءات احترازية دورية لحماية ممتلكاتهم. من المهم تقليم الأشجار أو إزالتها، والتأكد من أن المزاريب مثبتة بشكل جيد وخالية من الكسور، بالإضافة إلى فحص سلامة الأسقف والأبواب والنوافذ، بما في ذلك باب المرآب.
كما يمكن لبعض الأشخاص بناء “غرفة آمنة”، وهي غرفة محصنة مصممة لتحمل الأعاصير القوية.
لا تعليق