في أعماق البحار، يكمن عالم غامض يعتبر من عجائب المحيطات. لطالما كان البحر ومكنوناته عالمًا محيرًا ومرعبًا أحيانًا، ورغم التقدم التكنولوجي الذي أتاح اكتشاف العديد من أسراره، فإنه لا يزال يحتفظ بجوانب غامضة. في أعمق مناطق البحار والمحيطات، توجد قطع أثرية مدفونة، بعضها نتيجة لصنع الإنسان مثل حطام السفن والحروب، بينما تعود أخرى إلى أحداث طبيعية كالأرضيات الزلزالية والانفجارات البركانية.
سنتناول في هذا الموضوع أبرز العجائب الموجودة تحت سطح الماء، لنأخذكم في جولة لاكتشاف تلك العجائب الفريدة في هذا العالم المدهش. نأمل أن تتابعوا معنا حتى النهاية.
بقايا سفينة تيتانيك:
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة كبيرة من عجائب البحار تتعلق بالهياكل المدفونة في أعماق الماء نتيجة الحطام أو الغرق، حيث شهدت تغييرات طبيعية مكنت العلماء من رؤيتها اليوم. من أشهر هذه الهياكل بقايا سفينة تيتانيك، التي غرقت على عمق 3.7 كيلومتر في المحيط الأطلسي قرب نيوفاونلاند.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن رؤية حالات مشابهة مثل حطام سفينة قلعة دونوتار بجوار الشعاب المرجانية في هاواي، وسفينة وولمر بريدج عند مصب خليج ماساتشوستس، وسفينة هويمارو في أعماق منطقة باباهاناومواكاي الوطنية المحمية. هناك أيضًا حطام سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في هاواي، وحوالي تسع سفن غارقة في المياه الضحلة بفلوريدا، فضلاً عن مئات السفن والطائرات المفقودة. وتشمل الاكتشافات الأخرى محركًا يعود لمركبة أبولو 11 الفضائية، بالإضافة إلى قاطرات غارقة تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، والعديد من الأشياء الأخرى المثيرة.
متحف سوباكوتيكو دي آرتي (Museo Subacuático de Arte):
بالإضافة إلى الحالات المذكورة، توجد عجائب أخرى في أعماق المياه، وبعضها يتميز بشكل خاص. من بين هذه العجائب متحف كانكون، الذي يقع قبالة سواحل المكسيك ويعتبر أشهر متحف تحت الماء في العالم. يجمع هذا المتحف بين العلم والفن، حيث صممت المنحوتات خصيصًا على يد فنانين مشهورين، وتعتبر إحدى العجائب الموجودة في البحار. لزيارة هذا المتحف، تُستخدم القوارب الزجاجية لتقديم تجربة فريدة للزوار.
حديقة متحف غرينادا – الكنز المخفي تحت الماء:
توجد منحوتات رائعة في قاع البحر الكاريبي قبالة الساحل الغربي لغرينادا، تُعرف باسم حديقة مولينير للنحت تحت الماء. قام النحات البريطاني جيسون ديكايرز تايلور بإنشاء هذه الأعجوبة لحماية الشعاب المرجانية، حيث تضم 65 منحوتة مصنوعة من الأسمنت. مع مرور الوقت، تتغير هذه المنحوتات نتيجة لتراكم الطمي ونمو الشعاب المرجانية عليها. تعرض المجموعة شخصيات بشرية متنوعة، ويمكن للزوار اكتشافها باستخدام معدات الغوص. تُعتبر هذه الحديقة واحدة من العجائب الموجودة تحت البحار.
متحف كيب ترخانكوت للغواصات في روسيا:
ومن العجائب الأخرى تحت البحار متحف كيب ترخانكوت في جمهورية القرم ذاتية الحكم في الاتحاد الروسي. يضم هذا المتحف مجموعة من التماثيل العملاقة لقادة ورؤساء الأحزاب الاشتراكية عبر تاريخ الاتحاد السوفيتي، مما يجعله وجهة فريدة لعشاق التاريخ والفن تحت الماء.
مسار السفن راك تريل – درب حطام السفن فلوريدا:
تم اكتشاف المتحف في ستينيات القرن الماضي من قبل باحثين عن الكنوز في أعماق البحار، الذين كانوا يستكشفون طريق حطام السفن في فلوريدا. وفقًا لإحدى الروايات، غادرت السفينة هافانا متوجهة إلى إسبانيا عام 1733، محملة بشحنة من العملات الفضية المكسيكية وصناديق من الخزف، لكنها تعرضت لعاصفة في الطريق. تُعتبر هذه السفينة، المعروفة باسم “سان بيدرو”، أقدم سفينة غارقة تم التعرف عليها.
كنيسة القرن السادس عشر في المكسيك (Sixteenth Century Mexican Church):
تعود تاريخ هذه الكنيسة إلى القرن السادس عشر، وقد بناها الرهبان الدومينيكان. في سبعينيات القرن الثامن عشر، وبعد انتشار الطاعون، أصبحت الكنيسة مهجورة. غرقت الكنيسة، الواقعة في مدينة كيتشولا بالمكسيك، تحت الماء في ستينيات القرن الماضي عندما تحول نهر غريخالفا إلى سد. مع مرور الوقت، ومع انخفاض هطول الأمطار، ظهرت المباني من جديد فوق سطح الماء.
لا تعليق