حين تشاهد التغريبة الفلسطينية ستتساءل من هو بطل القصة ؟ أنا جالس أمام الصورة أشاهد وأعيش حياة شعب ، فمن هو بطل هذا المشهد كله ومن هو النواة الحقيقية للعمل ؟ من حيث التمثيل الجميع كان عبقريا صراحة ، حتى أنني أضع هذا العمل ضمن أعظم الأعمال الدرامية في تاريخ الدراما السورية ، لدرجة أنه جعلنا نكره المسلسلات من بعده ونراها مجرد مضيعة وقت .. حاتم علي وطاقمه رفعوا ليفل الدراما كثيرا بعد هذا العمل لكن أجيبوني من البطل ؟
ربما لا أحد ،
لكن لو تعود لتتر البداية ، صامتٌ لو تكلم ، لفظ النار والدما ، قل لمن عاب صمته ، خلق الحزم أبكم ..
خالد تاجا جسد هذه الكلمات طيلة أحداث المسلسل ،
لقد قضى تاجا أكثر من ثلاث أرباع المسلسل لا يقول شيئا ، ليس في حواراته شيئا سوى أن يسكت ويكون موجودا في المشهد فقط .. لكن أتعرفون ؟ لو نفضت هوليوود نفسها في نفسها .. لو مزجت بين دانييل داي لويس ومارلون براندو وآلباتشينو ودينزل واشنطن ، لو استعانوا بالذكاء الإصطناعي أو جلبو أنطونيو كوين نفسه .. ما كان ليمنحهم أداءً كهذا .. ليزيد تاجا من الوضع صعوبة عليهم جميعا ويلخص في هذا المشهد مأساة شعب بأكمله !!!