توصلت دراسة جديدة نُشرت على موقع Medical Express إلى أن حمض الإلينوليك، وهو مركب طبيعي يوجد في الزيتون، قد يساهم في خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن. هذه النتائج قد تفتح الباب أمام البحث عن منتجات طبيعية آمنة وفعالة وغير مكلفة لإدارة السمنة ومرض السكري من النوع الثاني لدى البشر في المستقبل.
وفقًا لدراسة جديدة، وجد الباحثون أن الفئران البدينة المصابة بمرض السكري والتي تلقت حمض الإلينوليك عن طريق الفم، أظهرت بعد أسبوع واحد تقليصًا ملحوظًا في الوزن وتحسنًا في تنظيم مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) بالمقارنة مع حالتها قبل العلاج ومع الفئران البدينة التي لم تتلق حمض الإلينوليك. كما لوحظ أن تأثير خفض الجلوكوز كان مشابهًا لتأثير دواء السكري عن طريق الحقن ليراجلوتيد، وأفضل من الميتفورمين، وهو أحد الأدوية الفموية الأكثر شيوعًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
وأفاد دونجمين ليو، قائد فريق البحث وأستاذ في قسم التغذية البشرية والتمارين الرياضية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، بأن التعديلات في نمط الحياة وإجراءات الصحة العامة تؤثر بشكل محدود على ارتفاع معدل انتشار السمنة، والتي تعد واحدة من العوامل الرئيسية لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وأشار إلى أن الأدوية المتاحة لعلاج السمنة غالباً ما تكون غير فعّالة في المحافظة على الوزن، وتكون غالبًا ما تكون باهظة الثمن أو تنطوي على مخاطر محتملة على المدى الطويل. وأضاف أن هدف البحث كان تطوير عوامل متعددة الأهداف أكثر أمانًا وتكلفة منخفضة، تساهم في منع الاضطرابات الأيضية ومرض السكري من النوع الثاني.
تقدمت الدكتورة هنا الخالدي، العالمة في مختبر ليو بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، بنتائج دراستها في مؤتمر NUTRITION 2024، الذي يعد الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الأمريكية للتغذية والذي أُقيم في شيكاغو من 29 يونيو إلى 2 يوليو.
يُركز فريق البحث في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا بقيادة فريق ليو على اكتشاف المركبات النشطة بيولوجيًا من المنتجات الطبيعية لإدارة مرض السكري. في الماضي، كانوا يبحثون عن أهداف جزيئية محددة للمركبات الطبيعية في أجزاء مختلفة من الجسم، مثل البنكرياس والعضلات والأنسجة الدهنية والكبد، لتحسين عملية التمثيل الغذائي. ومع ذلك، نظرًا لأن المنتجات الطبيعية غالبًا ما تكون ذات توافر حيوي ضعيف، قرروا استكشاف إمكانية استهداف إفراز الهرمونات الأيضية في الأمعاء بشكل غير مباشر، بهدف تنظيم وظيفة التمثيل الغذائي بطريقة فعالة.
في العمل الجديد، بدأ الباحثون في تحديد المركبات الطبيعية التي تؤثر على الخلايا “L”، والتي تُفرز هرمونات أيضية أثناء تناول الوجبات.
يعمل الهرمونان GLP-1 وPYY معًا على تعزيز الشعور بالشبع والحد من الإفراط في تناول الطعام، بالإضافة إلى تنظيم مستويات السكر في الدم وعمليات التمثيل الغذائي.
وجدت عملية الفحص أن حمض الإلينوليك، الذي يوجد في الزيتون الناضج وزيت الزيتون البكر الممتاز، يمكن أن يحفز إطلاق هذه الهرمونات في الأمعاء. تمكن الباحثون من إنتاج حمض الإلينوليك عن طريق تحطيم سلائفه الأوليوروبين، وهي عملية تكلفتها أقل من استخلاصه مباشرة من الزيتون.
أظهرت الاختبارات التي أُجريت على الفئران البدينة المصابة بمرض السكري أن تلقي حمض الإلينوليك عن طريق الفم أدى إلى تحسن كبير في صحتها الأيضية مقارنة بالفئران البدينة غير المعالجة. بعد 4 إلى 5 أسابيع من العلاج، أظهرت الفئران انخفاضًا بنسبة 10.7% في السمنة، وتحسنًا في مستويات السكر في الدم وحساسية الأنسولين، تشابه تلك الموجودة لدى الفئران النحيفة الصحية.
أظهرت الاختبارات التي أُجريت على الفئران البدينة المصابة بمرض السكري أن تلقي حمض الإلينوليك عن طريق الفم أدى إلى تحسن كبير في صحتها الأيضية مقارنة بالفئران البدينة غير المعالجة. بعد 4 إلى 5 أسابيع من العلاج، أظهرت الفئران انخفاضًا بنسبة 10.7% في السمنة، وتحسنًا في مستويات السكر في الدم وحساسية الأنسولين، تشابه تلك الموجودة لدى الفئران النحيفة الصحية.
حمض الإلينوليك أدى أيضًا إلى تقليل كبير في تناول الطعام وزيادة فقدان الوزن، مما أدى إلى تحسين مستويات PYY وGLP-1 في الدورة الدموية. كما ساهم في تقليل تنظيم الببتيد المرتبط بالأجوتي في منطقة ما تحت المهاد، وهو ما يعزز من تحسين صحة الأيض وتقليل تناول الطعام وزيادة الوزن.
بشكل عام، أظهرت الدراسة أن حمض الإلينوليك الموجود في الزيتون له تأثيرات واعدة على إطلاق الهرمونات وصحة الأيض، خاصة فيما يتعلق بزيادة معدلات الحرق، وذلك بشكل ملحوظ في حالات السمنة والسكري.
وأضاف ليو، “يبدو أن المركب يقلد الظروف الفسيولوجية لتناول الطعام لتعزيز إفراز هرمون الأيض المعوي بشكل مباشر، مما يساعد على تنظيم توازن الطاقة والصحة الأيضية”. وبحسب الباحثين، تكون تراكيز حمض الإلينوليك في زيت الزيتون أو الزيتون منخفضة للغاية، مما يعني أن الفوائد التي ظهرت في هذه الدراسة ربما لا تأتي من منتجات الزيتون بمفردها.
الفريق البحثي الآن يعمل على فهم كيفية إنشاء هذا المركب للاستفادة من فوائد صحية عبر تحليل مساره في الجسم، بحيث يتم فهم كيفية امتصاصه وتوزيعه واستقلابه وإخراجه.