تسارعت التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي خلال عام 2023، مما أدى إلى تحولات هائلة في صناعة التكنولوجيا وتأثيرات فاعلة على مختلف القطاعات. يتوقع أن يستمر التطور في مجال الذكاء الاصطناعي خلال 2024، مع توسيع نطاق تطبيقاته في مجالات مثل الطب والتعليم والصناعة.
الذكاء الاصطناعي التوليدي سيشهد اهتمامًا متزايدًا، مع ظهور نماذج أكثر تطورًا وتطبيقات أكثر تنوعًا. يتوقع أن يحدث انفجار في إنشاء محتوى إبداعي باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل الصور ومقاطع الفيديو.
من المتوقع أن تستمر مساعدات الذكاء الاصطناعي في التكامل بشكل أكبر في حياتنا اليومية، وتقديم تجارب تفاعلية محسَّنة. ستكون الاعتبارات الأخلاقية حول استخدام الذكاء الاصطناعي محورًا هامًا في النقاشات العامة وسياسات التنظيم.
من جهة أخرى، تستهدف الشركات المصنعة للحواسيب توفير الوصول إلى الذكاء الاصطناعي حتى خارج الاتصال بالإنترنت. يتوقع أيضًا حدوث تحولات تكنولوجية ملحوظة في قطاعات متنوعة كالطب والتعليم والصناعة. بشكل عام، يظهر أن الذكاء الاصطناعي سيظل في صلب اهتمامنا، حيث يستمر في تحديث حياتنا بشكل ملحوظ.
يسعى المطورون إلى تحقيق “الذكاء الاصطناعي المتواجد على الجهاز”، حيث يهدفون إلى تمكين الأجهزة مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من أداء مهام متقدمة دون الحاجة للاتصال بالإنترنت. من المتوقع أن تكتسب هذه الأجهزة قدرات فهم النصوص، وتلخيص المعلومات، وإنشاء الصور والنصوص بشكل مستقل.
في مجال السيارات، يتوقع تطوير كبير في تقنية البطاريات للسيارات الكهربائية، مما يتيح نطاقات أكبر وأوقات شحن أسرع. سيشهد القطاع أيضًا توسعًا في بنية الشحن والصيانة، مما يزيد من ملاءمة استخدام السيارات الكهربائية.
تواجه شركات السيارات الكهربائية تحديات كبيرة في مجال ميزة القيادة الذاتية في المركبات، والتي تثير العديد من الشكوك بشأن فعاليتها. على الرغم من ذلك، تتجه بعض الشركات نحو إطلاق سيارات تعتمد على أنظمة القيادة الذاتية بدون تدخل بشري، والتي ستعمل فقط على الطرق المتوافقة مع هذه الميزة، مع توقع طرحها في عامي 2024 و2025.
في مجال التكنولوجيا البصرية، تظهر نظارات الواقع المعزز والواقع المختلط كمحور رئيسي للاهتمام. خلال عام 2023، شهدنا تطورات في هذا المجال مع إصدار أجهزة مثل PlayStation VR وسماعات الرأس Meta’s Quest. ومن المتوقع أن تشهد هذه التكنولوجيا تطورًا إضافيًا في عام 2024، حيث يتوقع أن تقدم شركة أبل نظارة Vision Pro الخاصة بها للواقع الافتراضي المعزز.
عند تشغيل النظارة، يمكن للمستخدمين رؤية التطبيقات التي تظهر أمامهم والتفاعل معها باستخدام إيماءات اليد. تتيح هذه النظارة التنقل في واجهات رقمية من خلال حركات اليد أو نقرات الأصابع. يعتمد نجاح هذه التقنية على المطورين البرمجيين الذين سيقومون بتصميم تطبيقات متوافقة لتبرير قيمتها العالية.
في مجال حماية الخصوصية، طرحت بعض الشركات الفنية حلاً لحماية كلمات المرور في عام 2023، وتعتزم مايكروسوفت إطلاق ميزة مشابهة مخصصة للشركات في عام 2024. يتم تحسين حماية كلمات المرور على بعض الأجهزة من خلال إضافة طبقة إضافية من الأمان باستخدام بيانات البصمة البيومترية للوجه أو الأصابع.
من المتوقع أن تشهد وسائل التحقق بدون كلمات مرور، مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، زيادة في الاستخدام، مما يقلل من مشكلات كلمات المرور وضعفها، ويسهم في تقليل حالات الاختراقات الإلكترونية وانتهاكات البيانات، مما يجعل التفاعلات عبر الإنترنت أكثر أمانًا.
من المتوقع زيادة الدعوات لتنظيم منصات وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية والتحرش عبر الإنترنت. قد تفرض الحكومات قواعد صارمة حول الإشراف على المحتوى، وحماية البيانات، وشفافية الخوارزميات، مما يمكن أن يؤدي إلى بيئة أكثر صحة على الإنترنت، ولكن يثير أيضًا مخاوف بشأن الرقابة وحرية التعبير.
في هذا السياق، تواجه شبكات التواصل الاجتماعي دعاوى قانونية كبيرة، متوقعة فرض غرامات كبيرة وتقييدات جديدة من السلطات التنظيمية في عام 2024. وتواجه شركة ميتا، مالكة شبكة فيسبوك، دعاوى من مدعين أمريكيين يحاولون تغيير بعض المزايا التي قد تؤثر سلبًا على المراهقين. وتواجه منصة تيك توك أيضًا تحديات كبيرة في الولايات المتحدة، ووصلت تلك التحديات إلى أروقة الكونجرس، ولكن حتى الآن لم يصدر أي تشريع يحظر تشغيل التطبيق على مستوى الولايات المتحدة.
هذه مجرد أمثلة على اتجاهات تكنولوجيا المعلومات المثيرة التي يجب متابعتها خلال عام 2024. ويمكننا فقط الانتظار لرؤية كيف ستتكشف هذه التطورات وما سيكون لها من تأثير على حياتنا. كما هو الحال دائمًا، يظل البقاء على اطلاع بهذه التطورات والتفاعل النقدي معها أمرًا بالغ الأهمية لضمان استفادة المجتمع ككل.