تنظم دار الإفتاء المصرية المؤتمر الدولي التاسع للإفتاء، الذي تُنظِّمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم سنويًا، في القاهرة خلال الفترة من 29 إلى 30 يوليو الجاري. يحظى المؤتمر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسيشهد حضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من 100 دولة حول العالم، بالإضافة إلى مشاركة أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية. الهدف من المؤتمر هو مناقشة موضوع “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”.
سيُعقد المؤتمر الدولي التاسع للإفتاء تحت عنوان “الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع”، حيث سيسلط الضوء على هذا الموضوع بشكل خاص. من المتوقع أن تتضمن جلسات المؤتمر مناقشة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، والتي تكشف عن تحديات النظام العالمي الجديد وازدواجية المعايير في التعامل مع حقوق الإنسان والأعراف الإنسانية الدولية، مما يعزز فهمنا لأزمة أخلاقية عميقة في جوهرها.
قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه من الضروري الآن إعادة النظر في النظام الأخلاقي العالمي الحالي ووضع نظام جديد يدعو إلى المساواة ويضمن حقوق الإنسان، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية والتي تشهد يوميًا مجازر تهز الإنسانية.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أننا نعيش في ظل نظام عالمي يعكس أزمة أخلاقية عميقة، حيث تم تجاهل القيم الإنسانية واستبدالها بمعايير مزدوجة ومصالح سياسية ضيقة. وأشار إلى أن الثقة بالمنظمات الدولية وقدرتها على تحقيق العدالة قد تلاشت، مع تحول القانون الدولي الإنساني إلى حبر على ورق في ظل سيادة منطق القوة على حساب منطق القانون. وأشار إلى ارتفاع ظاهرة الكراهية والتمييز، وتدهور المنظومة الأخلاقية التي تنظم العلاقات الدولية، مع تطبيق القانون الدولي بشكل انتقائي، حيث يفرض عقوبات شديدة على بعض الدول ويتجاهل انتهاكات أخرى، مما يشكل تهديدًا كبيرًا على حقوق الإنسان والأمن العالمي.
شدد مستشار مفتي الجمهورية على أهمية مواجهة هذه الأزمة الأخلاقية بجهود دولية منظمة وصادقة، مشيرًا إلى أن المستقبل لا يتعلق فقط بالقوة العسكرية أو الثروة الاقتصادية، بل يعتمد أساسًا على القيم الأخلاقية التي تنظم العلاقات بين الدول والشعوب.