Site icon راديو مصر

القذافي يُسلّح أطفالا بدعوى صدّ الغزاة المصريين الذين يُتاجرون في المخدرات

روى مقاتلون في صفوف قوات العقيد معمر القذافي تفاصيل الزج بهم في الصفوف الأمامية للقتال الدائر في مصراتة، في تكتيك جديد من الزعيم الليبي الذي بدأ يفتقد إلى الدعم اللوجيستي، ويعاني نقصا في أعداد مقاتليه.

وكشف مراسل ميداني لصحيفة “ديلي تلجراف” البريطانية أن اثنين من الأطفال في سن المراهقة أُصيبوا بجروح بالغة، عندما أُرسلا إلى الخطوط الأولى لجبهة الحرب في مصراتة؛ لتحريرها من مدمني المخدرات ومقاتلين إسلاميين غزاة من مصر؛ وذلك على حسب قول النظام.

وشمل تقرير الصحيفة تفاصيل مروعة؛ إذ قال مراهقون إنهم أُرسلوا لتلقّي تدريبات عسكرية في مصراتة، وعندما وصلوا الخطوط الأمامية تعرّضوا للتهديد بالتصفية قتلاً من قِبل ضباط في حال إذا ما تراجعوا أو هربوا من جبهة القتال. وهو ما يُثبت -برأي الصحيفة- أن معمر القذافي بات يستخدم الأطفال في حربه ضد المعارضة المسلحة في ليبيا؛ وذلك كما ورد في موقع العربية.

وقال أحد هؤلاء المقاتلين الصغار إن عناصر من المفرزة التي جنّدته أطلقوا النار على زملائه الذين فروا هرباً من نيران الثوار في مصراتة؛ حيث تدور أشرس المعارك منذ بداية التمرّد على حكم القذافي في السابع عشر من فبراير الماضي.

وتقول الصحيفة إن المجندين المراهقين دخلوا على خط القتال على امتداد الطريق الاستراتيجي الرابط بين بني غازي في الشرق وطرابلس في الغرب عند المنطقة التي تبعد عشرة أميال عن المرفأ التجاري قصر أحمد.

وقصّ عمران (17 عاماً) -والذي أمضى سنتين يتدرّب في مدرسة عسكرية في طرابلس- أن قوات القذافي استدعته للجندية مجدداً بعد السابع عشر من فبراير بداعي “زيادة كفاءته في التدريب”، إلا أنه لم يسرح من الخدمة، وظل مقطوعاً عن أي اتصال ودون أن يسمع الأخبار أو يشاهدها على التليفزيون.

وقال عمران: “لقد أعطوني بندقية، وقالوا لنا ستذهبون لإطلاق النار على أهداف خلال التدريب، وبعدها وجدنا أنفسنا في مصراتة، وكانت أعمار 90 شخصاً من مجموعتنا تترواج بين 15 و 19 عاماً. وقالوا لنا عليكم أن تطهّروا مصراتة؛ فهناك غزاة من مصر وعلينا أن نقاتلهم”.

وحين أعرض بعد المراهقين عن المشاركة في القتال “اختار الضباط البعض منهم وأطلقوا النار عليهم”، وأبلغوا الباقين بقرب وصول تعزيزات من 500 مقاتل مراهق، إلا أنهم لم يصلوا نهائياً؛ وذلك كما يروي عمران للمراسل البريطاني.

وكانت الفوضى وقلّة التنظيم في صفوف قوات القذافي فرصة للعديد من الجنود المراهقين للهرب من جبهة القتال؛ حيث تركوا مهملين في بيوت معزولة قرب الطريق بين بني غازي وطرابلس، وحينها قرّر عمران الهرب، لكن قائده ألقى القبض عليه، وأرسله إلى مواجهة الثوار ليصاب في قصف بسلاح مضاد للطائرات، قبل أن يأتي عناصر من المتمرّدين وينقلونه إلى مستشفى؛ حيث اضطرّ الأطباء إلى بتر إحدى ساقيه.

Exit mobile version