Site icon راديو مصر

“إرشادات وضوء ذوي الهمم: كيفية أداء الطهارة لأصحاب الاحتياجات الخاصة”

"إرشادات وضوء ذوي الهمم: كيفية أداء الطهارة لأصحاب الاحتياجات الخاصة"

كيفية وضوء ذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصة:

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول كيفية وضوء ذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصة لأداء الصلاة. في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء أن الشرع الشريف قد أخذ في اعتباره ظروف هؤلاء الأفراد وحرص على تخفيف الحرج عنهم.

القدرة على الوضوء:

إذا كان الشخص قادرًا على الوضوء بنفسه، يجب عليه القيام بذلك. أما إذا لم يستطع، فيجوز له الاستعانة بغيره، حتى لو كان ذلك مقابل أجر مناسب، شريطة أن تكون أماكن الوضوء متاحة.

حالة الأعضاء المفقودة:

إذا وُجد بعض أعضاء الوضوء دون الأخرى، يجب غسل الأعضاء المتاحة، ويسقط غسل الأجزاء غير المتاحة. وفي حال عجزهم عن الوضوء، يمكنهم التيمم بأنفسهم أو بمساعدة شخص آخر، حتى لو كان ذلك مقابل أجر مناسب. إذا لم يتمكنوا من التيمم أيضًا، يُسمح لهم بأداء الصلاة وفقًا لظروفهم، دون الحاجة إلى إعادة الصلاة.

الطهارة وشروط الصلاة:

الأصل الشرعي ينص على أن الطهارة من الحدث الأصغر تكون بالوضوء، ومن الحدث الأكبر بالغسل، وهما من شروط صحة الصلاة التي لا تصح بدونهما. لذا، يختلف أداء ذوي الهمم للوضوء حسب توفر مكان الوضوء وقدرتهم على القيام به.

الاستعانة بالغير:

إذا وُجد مكان فرض الوضوء وكان المكلف قادرًا على القيام به بنفسه، فعليه أن يقوم بذلك. وإذا لم يستطع، يجوز له الاستعانة بشخص من ذوي الحقوق عليه، مثل ولده أو غيره. وهذا جائز شرعًا، حيث يُسمح بالاستعانة بالغير عند العجز.

استئجار المساعدين:

إذا لم يجد من يساعده تطوعًا، يجب عليه استئجار من يساعده في الوضوء إذا كان قادرًا على دفع الأجرة، بشرط أن يكون لديه ما يكفي بعد تلبية احتياجاته الأساسية. كما أشار الشيخ زكريا الأنصاري الشافعي في “أسنى المطالب” إلى أن العاجز عن الوضوء يجب عليه استئجار من يوضئه بأجرة مثل، بشرط أن تكون الأجرة فاضلة عن قضاء دينه وكفاية مؤنة يومه وليلته.

وجود محل فرض الوضوء:

إذا كان مكان فرض الوضوء موجودًا بالكامل، يجب غسله. وإذا وُجد بعضه فقط، يغسل ما هو متاح، ويسقط غسل الأجزاء المفقودة لعدم وجود محلها. ويستند ذلك إلى قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

الاستدلال بالأحاديث:

استدل بما أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في “صحيحيهما” من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

القواعد الفقهية:

وفقًا للقواعد الفقهية، الميسور لا يسقط بالمعسور. هذا ينطبق على من استطاع الوضوء، وإذا عجز، يمكنه التيمم بنفسه أو بمساعدة شخص آخر. وإذا عجز عن كل ذلك وخشي خروج الوقت، يُسمح له بالصلاة على حاله دون الحاجة إلى الإعادة، وهو ما يوافق عليه جمهور الفقهاء، تيسيرًا ورفعًا للحرج.

بهذه الطريقة، تضمن دار الإفتاء المصرية توفير الإرشادات اللازمة لذوي الهمم لأداء الصلاة بطريقة ميسرة.

Exit mobile version