رغم فقدانهم القدرة الكاملة على الفهم والحركة.. وعدم وجود أهلهم إلى جوارهم، لم يمنعهم الشغف والرغبة في التعلم من تحقيق التفوق، إنها قصص نجاح متكررة تظل حبيسة الأدراج وفي الظل لأن أبطالها أيتام معاقون دخلوا مجالات الرياضة.. المشغولات اليدوية.. وحفظ القرآن الكريم ليخرجوا منها بأرفع الميداليات والأوسمة، وإليكم هذه القصص المشرفة من ملجأ “الولاء والوفاء” للأيتام المعاقين.
“رضوى” عمرها يتخطى الست سنوات بقليل ولكن حبها للحياة وابتسامتها تجعلك تشعر وكأنها تفهم الحياة ببساطة وجمال شديدين أكثر حتى من شباب في العشرين من عمرهم، تميزت في الرياضة والحساب رغم إعاقتها الذهنية وحفظت جداول الضرب والأرقام سابقة عدة أطفال في عمرها ليس هذا وفقط حيث تبدع رضوى في الرسم والموسيقى كذلك ويمكنها تكوين تماثيل رائعة من الصلصال والطين.
“محمد” لم يكتف الزمن بما ابتلاه الله من إعاقة ذهنية وحركية فألقى به إلى غياهب الشوارع حيث عمل سائس جراج مع أبيه بمقابل “جنيه” واحد في اليوم فقط، ولكن الله عندما يأخذ من الإنسان شيئاً يعطيه آخر، حيث ظهرت موهبة هذا الطفل الكبيرة في شغل الحديد والفروجيه، بعدما قرر والده إيداعه أحد ملاجئ الوزارة لعدم قدرته على تحمل مصروفاته، كما تفوق “محمد” في رياضة الجري وحصد ميدالية ذهبية في آخر مسابقة له.
“دعاء” فتاة خجولة جداً تركها والداها مع أختها المعاقة ذهنياً أيضاً في الشقة محبوستين لثلاثة أيام حتى وجدهما الجيران وأودعوهما الملجأ، مهارة “دعاء” الحقيقية تظهر دون خجل في شغل الفخار والبامبو حيث تتمكن من عمل الأطباق.. التماثيل ..الأواني ..وكل ما يمكن تخيله من هذه المادة البسيطة لتباع منتجاتها مرة أخرى لصالح الأعمال الخيرية.
وأخيراً..”الشيخ” وهو يتيم معاق اشتهر بهذا اللقب بسبب تدينه الشديد، حيث تجاوز الثلاثين عاماً ولكنه لا يملك مأوى للذهاب إليه دون الملجأ لذا يصب وقت فراغه في حفظ القرآن الكريم وإتقانه كاملا والصوم دون تفويت يوماً في رمضان الأمر الذي جعله يتميز دينياً عن باقي الأيتام المعاقين.