قالت أم الشهيد أحمد سرور إنها لا تريد أن يقدم لها أحد تعازيه في مقتل ابنها على أيدي قوات الأمن المركزي؛ مبررة بأنه شهيد، وأنها لم تصرخ في جنازته أول أمس (السبت) بل كانت تزفه.قصّت الأم أنها كانت رافضة خروج ابنها إلى الميدان؛ خوفا عليه من اعتداءات قوات الأمن، مشيرة إلى أنه صمم نزول الميدان ومشاركة الثوار، قائلا لها: “لا تحرميني يا أمي من الشهادة”.
وأتبعت -من خلال حديثها لبرنامج “بلدنا بالمصري” مساء اليوم على ontv- أنه نزل إلى الميدان عندما سمع عن الاعتداءات التي تلاقيها البنات والسيدات على أيدي قوات الأمن، قائلة: “نزل الساعة الثانية صباحا، وقال لزملائه حضروا لي الصوان والكفن عندما أتّي من الميدان”.
واستطردت أنها كانت تعلم أن ابنها سيلاقي مصرعه، وعندما أبُلغت أن نجلها قد نقل لمستشفى المنيرة لإصابته في قدمه، قالت: “علمت أن ابني استشهد، فهو لا يهزمه إلا الموت”.
وأردفت حديثها باكية: “ذهبت لمستشفى المنيرة وجدت عريسا جميلا على الفراش ملئ بالدم، فقلت له استودعك الله يا أحمد، وقبلت يديه ورجليه”.
استكملت قصة قتل ابنها على أيدي قوات الأمن المركزي كما روى لها شهود العيان من معتصمي الميدان، أنه عندما كان واقفا في شارع مجلس الوزراء في الساعة السادسة صباحا، بدأت قوات الأمن المركزي بالهجوم وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، ثمّ إطلاق نيران الخرطوش على المتظاهرين.
وضافت أنه قد أصيب من الطلقات النارية، ثمّ دهسته سيارة الأمن المركزي، فبدأ الثوار في الالتفاف حوله، وإسعافه بنقله لمستشفى المنيرة.
وقالت: “وجدت جميع ملابسه مدهوسة من أثر السيارة، والمستشفى رفض إعطائي باقي ملابسه؛ لتعرض على النيابة للتحقيق فيها، وقالوا لي إن ابني لم يقتل بطلقات الخرطوش كما أكد لي شهود العيان، ولا أعلم لماذا قالوا لي ذلك”.
وعند سؤالها عن من المتسبب في قتل أحمد سرور الميدان أم الشرطة؛ قالت: “شرطتي التي تؤمني هي التي قتلت ابني ودهسته، قتلت شاب عمره 19 سنة، كان يحلم أن يدخل الجيش ويعمل على خدمة بلده”.
وطالبت أنها لا تريد أية تعويضات من المسئولين إلا بالقصاص العادل لابنها، معلنة: “القصاص سيهدأ قلب الأم المحروق على ابنها، فأنا لم أرتح إلا برؤية عدل الله على الأرض، وأرفض اعتذار وزارة الداخلية”.
واختتمت أم أحمد سرور حديثها بمطالبة ثوار ميدان التحرير إلى استمرار الاعتصام داخل ميدان التحرير، ونفت ما أثارته بعض الصحف أن ابنها الأكبر عُرض عليه أموال للتنازل عن القضية.
يُذكر أنه قد شُيّعت أول أمس جنازة الشاب أحمد السيد سرور، الذي دهسته سيارة الأمن المركزي على ناصية شارع قصر العيني.
وكانت 6 سيارات من قوات الأمن المركزي قد وصلت لشارع قصر العيني أول أمس في محاولة لتفريق الاعتصام القائم أمام مقر مجلس الوزراء منذ أن أعلنت القوى الثورية رفضها لتولي د. كمال الجنزوري رئاسة الحكومة الجديدة، وقامت بدهس شاب.
وقامت سيارات الشرطة بإلقاء القنابل المسيّلة للدموع على المعتصمين؛ فردّوا عليها بإلقاء الطوب والحجارة؛ ففرّت هاربة في صورة فوضوية، وأثناء رجوعها للخلف قامت بدهس شاب، وتركته غارقا في دمائه.
لا تعليق