قصص و روايات
«أبي الذي أكره» كتاب للدكتور المصري عماد رشاد عثمان

وهو كاتب وطبيب بشري، يناقش فيه دور الصدمات وإساءات النشأة في إعادة تشكيل شخصياتنا، وتأثيرها البالغ على علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين. يتغلغل الكاتب في أغوار النفس البشرية، ويواجه القارئ بصراحة تامة، فتارة يبكيه وتارة يطبطب على الطفل في داخله. الكتاب ليس موجهًا لضحايا الهدر الأسري فقط، بل لمن لا يريد تكرار الأخطاء أيضًا.
الطفل في داخلك
«الإنسان يتغير لسببين، حينما يتعلم أكثر مما يريد، أو حينما يتأذى أكثر مما يستحق» – شكسبير.
يمهد الدكتور عماد للموضوع بأن الأسرة ببساطة هي بيئة احتضان تهدويَّة لقلق مقابلة الوجود، يدخلها الإنسان لتحميه في البدايات لحين اكتمال نمو أدواته الخاصة، التي يتمكن عبرها من مقابلة الوجود بشكل فعال وذاتي. إنها ضرورة تطورية للطفل البشري، وغياب تلك البيئة أو تصدعها لا يهدد بقاءه في طفولته فحسب، بل يعطل نمو أدواته للتعامل مع العالم من حوله.
ولهذا فإن إساءات النشأة تعمل على تجميد النمو في مراحله النفسية الأولى، وتحرم الطفل من تكوين ذاته لمواجهة العالم، فيخرج شاعرًا بالتهديد. ولذا فإن جزءًا أصيلًا من التعافي يكمن في الحصول على علاقة شافية، أو بيئة حاضنة بديلة لترميمه واستكمال نموه، لمواكبة الضغوط والتعامل مع قلق الوجود.
الشخص الأهم الذي تتوقع منه المحبة وتستمد منه تصورك عن العالم وعن نفسك، قبل أن يلقي إليك إساءة لفظية أو بدنية قد لفظك ورفضك، وهناك في البقعة العميقة التي قررنا أن نخبئ فيها الألم والصرخة يسكننا الغضب. لم يكن مسموحًا أن نعبر عنه خشية أن يجر علينا المزيد من الإساءة، لذا تعلمنا الكبت والمواراة، وهكذا فقد استمر الغضب في البروز على السطح لغير أسبابه الحقيقية.
كل منا ببساطة يحمل في داخله طفلًا غاضبًا، وبدلًا من تخفيف استيائه والتعاطف معه، تركناه يخرج في وضع الثورة ويتحكم فينا في نوبة هياج لا ينتج منها سوى الندم.
بالإضافة إلى ذلك، يذكر الكتاب أنه كلما كانت الصدمات مبكرة كان تأثيرها أكثر تجذرًا، وكلما كانت من الأقربين تأصلت في التكوين النفسي أكثر، فحين تسرق منا الإساءة الأمان الداخلي، يحل محله الخوف الدائم، وهنا تنمو بذرة القلق، فحتى بعد غياب الصدمة، يبقى أثرها الشعوري المبهم.
الصدمات وعمليات الدماغ
في كتاب What Happened to You، يوضح الطبيب النفسي الأمريكي بروس بيري فسيولوجية الدماغ عند التعرض لصدمة نفسية. فالدماغ مكون من عدة أجزاء ضرورية لتنظيم العمليات الحيوية: القشرة المخية والجهاز الحوفي (Cerebral Cortex and Limbic System) ، وهما مسؤولين عن العمليات المعقدة مثل التفكير والتخطيط والتحدث والوعي بالزمن، وكل اعتقاداتنا وقيمنا تُحفظ هناك.
أما الجزء السفلي فيتضمن جذع الدماغ (Brainstem)، وهو مسؤول عن العمليات الأقل تعقيدًا مثل تنظيم حرارة الجسم ومعدل التنفس ونبضات القلب. المُدخلات الحسية كالسمع والبصر تعالَج أولًا عبر الأجزاء السفلية من أدمغتنا، بينما يكتمل نمو الجزء العلوي بعد الولادة بعدة سنوات، لهذا فإن الرضيع يرى ويسمع لكنه لا يفكر أو يخطط كالكبار، إذ لم ينمُ هذا الجزء من دماغه تمامًا.
عقولنا مبرمجة على الشعور والتصرف قبل التفكير، وهذا ببساطة يفسر ما يحدث للمرء من أعراض بعد التعرض لصدمة، فعندما يتعرض الشخص لأي محفز من المحفزات التي كانت سببًا في صدمته الأولى كصوت انفجار أو صرخة أو رائحة مميزة أو لون ما، فإن هذه المدخلات تعالَج مباشرة في الجزء الأسفل من الدماغ، وما هي إلا لحظات قبل تفعيل نظام الاستجابة للضغط وتعطيل بقية أجزاء الدماغ.
وبما أن جذع الدماغ لا يستطيع تحديد الزمن، فإن الشخص يسترجع تفاصيل تلك الذكرى بل ويعيشها بحذافيرها، حتى تصل المدخلات أخيرًا للقشرة المخية ويبدأ الشخص، وبعد جهد جهيد، في استيعاب أن هذا الحدث قد أصبح من الماضي.
لا عجب أن تتغير نظرة الطفل تمامًا إلى الحياة والأشخاص من حوله، وأن تضطرب علاقاته، فالصدمات كما تعيد تشكيل شخصيته تعيد تشكيل دماغه تمامًا.
ما يجب علينا فهمه أن الصدمات ليست مقتصرة على حوادث الفقد والحرب، فقد تنشأ نتاج مواقف أقل صخبًا كالإهانة أو الإساءات اللفظية أو علاقات الوالدين المضطربة أو الاحتراق الوظيفي، وهذا ما يؤكده بروس قائلًا: «حتى عند غياب أحداث صادمة كبرى، فإن الضغوطات غير المتوقعة أو الممتدة لفترات طويلة كافية لجعل أنظمة الاستجابة للضغط لدينا بالغة الحساسية والنشاط ومفرطة في رد الفعل، مما يؤدي إلى خلق عاصفة داخلية».
«الخلل فيَّ أنا»: الأطفال كأكياس رمل للتنفيس
ربما لم يفهم أحد أن بعض التوجهات الناقمة على العالم والساخطة على السماء والرافضة لفكرة الغائية والحكمة التي ترتكز عليها الأديان لم تكن سوى نتاجًا لتجارب أفقدت الأمان، ولكن هذا الغضب في حقيقته ليس سوى عرَضًا من أعراض وجع دفين.
تخلط نفوسنا الناشئة بين الله والسلطة الأبوية، فمثلًا قد يؤدي الخلط بين نموذج الأب الناقد وبين الله إلى نشوء ضمير جلاد وصوت خفي دائم الصفع. ولذا فإن كثيرًا من المتعثرين في علاقتهم بالله قد يكون تعثرهم بسبب مشكلات في ارتباطهم بالوالدين، حدث جراءها تحويل انفعالي لغضبهم من السلطة الأبوية إلى الله والدين.
ربما يكون أحد أكثر أنواع الإيذاء نعومة وخفاء، والذي قد لا يحدث بقصد الإساءة، هو إفراغ الأبوين لما يختلج في صدريهما من خيبة وألم تجاه بعضهما ورواية تفاصيل معاناتهما على أسماع الأطفال، خلطًا منهما بين الصداقة والاستغلال.
يتحول الأطفال إلى أكياس رمل للتنفيس، يفرغ فيهم الوالدان كل شحناتهما السلبية، فينشأ الطفل مشحونًا بمشاعر مستوردة، وتحتشد في نفسه أحاسيس دخيلة، ويمتلئ بانفعالات لا ينتمي لها، فيؤدي ذلك إلى الغضب وانعدام الأمان والقلق وغياب الثقة.
يؤكد الدكتور عماد في كتابه أن النشأة تحت سطوة أبوية لا تجعل الأبناء يكبرون ليكرهوا آباءهم، وإنما يكبرون وهم يكرهون أنفسهم.
يكبر كل من تعرض للإساءة من قبل والديه وهو يشعر بأنه غير مستحق للحب وأن أحدًا لا يمكن أن يقبله كما هو، فيفكر لا واعيًا: «الخلل فيَّ أنا»، كجزء من محاولة المحافظة على صورة الأبوين المثالية، إذ لا يمكن أن نراهما على خطأ، لذا فنحن الخطأ.
وهكذا نفهم لماذا لا يستطيع الذين يعيشون وسط أسر معطوبة تملؤها الصراعات أن يحبوا أنفسهم، فقد حدث تشوه في بنية التواصل الوجداني.
يعاني بعضنا من التسلط الأبوي، في محاولة مستميتة باسم التربية والمصلحة لإنتاج طفل بمواصفات قياسية يتحول إلى بالغ منتج بفعالية. يبدأ الطفل رحلة تدريبية مكثفة من «افعل ولا تفعل» و«لازم يتأدب ويعرف إن الله حق»، يستخدم خلالها الآباء الدين والتقاليد مبررًا لما يمارسونه من سلطة على الأبناء.
يتربى الأبناء على القمع والترهيب والنهر في عالم يطالبهم بالمثالية، ويُعاملون كمشروع تفوق يحقق الآباء طموحاتهم من خلاله، أو تُنشأ الفتاة مثلًا على عقيدة العورة حتى تصلها رسالة ضمنية غير ملفوظة تتمثل في أن وجودها بذاته عورة ينبغي إخفاؤها. تصل للطفل رسالة أنه غير مستحق للحب ما لم يصِر شيئًا يطلبه منه أبواه أو المجتمع، وهنا يتخلى الإنسان عن حقيقته ويسعى لصنع ذات مفبركة تتوافق مع مقاييسهم.
مراحل التجاوز
«إن أقصى وأرقى نشاط يمكن للإنسان أن يفعله هو الفهم، فأن تفهم يعني أن تصبح حرًا» – سبينوزا.
تخزن أذهاننا كل الذكريات المؤلمة، وتكرر استحضارها لتحمينا من تكرار الوقوع فيها. وبقدر الألم المرافق لأي حادث، يكون مقدار الإلحاح الدماغي في التذكير به. البوح هو تحرير المشاعر العالقة، وكأننا نخبر عقلنا بأننا نتذكر: «اطمئن، فلا حاجة لمزيد من التذكير». قد يكون البوح عن طريق التحدث إلى شخص نثق به أو معالج نفسي، أو حتى بالكتابة أو الرسم وغيره.
ثم إن الطريق المؤدي لتجاوز أي شيء يكون من خلاله، فتجاهل الأمر أو إنكاره أو التلهّي عنه مجرد محاولات تسكين مؤقتة للألم. التعافي يحتم المجازفة بالخروج من منطقة الراحة الزائفة، فلا بد أن تعبر بالآخرين، بالالتحام بهم والانغماس في التفاعل معهم، لأن الحياة ستستمر في السير، والتعافي لن يكتمل سوى عبر مجازفة القفز نحوها.
ولكي يتم التعافي بصورة مكتملة وسليمة، علينا أولًا أن نفهم مساره وأن نعطي أنفسنا الوقت الكافي للمرور على مراحله الواحدة تلو الأخرى حتى نصل إلى الشفاء التام.
- المرحلة الأولى: الإنكار
يتجلى الإنكار في تجاهل الألم أو ادعاء تجاوزه، بتكوين صورة مثالية زائفة، أو محاولة تبرير المأساة كقول إنها كانت ضرورة تربوية أو أن المرء هو من تسبب بها لنفسه، ما يجعل المحيطين بنا غير قادرين على فهم استغاثاتنا، لأنهم لم يعتادوا طلبنا للمساعدة أو اعترافنا بالضعف.
- المرحلة الثانية: الغضب
تلك الحالة التي تعتري الناجين من الغضب وعدم القدرة على الغفران وتكرر ذكريات الإساءة وتحميل الآخرين مسؤولية الشتات والتمزق الداخلي هي حالة طبيعية للغاية، لا حاجة للامتلاء بالذنب، لا بأس أن تتوقف قليلًا لتغضب أو تبكي على خيبتك وخساراتك، فالغضب ضرورة للتحرر.
- المرحلة الثالثة: استعادة الذات
في هذه المرحلة نبدأ بالتركيز على الحل لا المشكلة، ونتحمل مسؤولية التعافي ولا نكتفي بالشكوى، وأهم ما ينبغي فعله الآن هو منع التعرض للمزيد من الأذى ووضع الحدود. لا تحاول الإسراع، فعملية التعافي تحتاج منا لبعض الوقت.
- المرحلة الرابعة: التجاوز
عندما نتوقف عن الشعور بأننا عالقين في الماضي، نبدأ في التصالح مع ما حدث، فقد حان وقت المضي قدمًا. كما أن فهم المؤذي يساعدنا في التعافي، فأقسى الأفعال أحيانًا تحدث بدوافع طيبة ونوايا حسنة، وهذا لا يبررها، لكن التشوه في الحقيقة كان في الفعل والاعتقاد وليس الشعور.
وأخيرًا وليس آخرًا، علاقتنا بذواتنا هي مرتكز كل اضطرابات علاقاتنا بالآخرين، والحب السليم للنفس لا يتعلق بالدرجة بل بالنوع، فهو ليس شيئًا كميًا يقبل التفاضل، ولذا فإن العلاج النفسي في حقيقته هو نوع من المصالحة مع الذات ومحاولة فهمها والتعاطف معها وقبولها. وفي النهاية، يبدو أنه ليكتمل الشفاء لا بد أن تلتفت إلى الشخص الوحيد الذي عشت طوال حياتك في محاولة للهرب والتخلص منه: أنت.
قصص و روايات
قصة حبيبتي من الجن … سلسلة ليله من الرعب

سلسلة ليله من الرعب….. حبيبتي من الجن.
بس يااعم خالد أهو كل حد قرأ التعويذه ساندرا وأهلها هايسبوك ويقرفووه وربنا يقدرنا على فعل الخير
قصص و روايات
قصة مدينة النحاس التي بناها الجان لسليمان عليه السلام

في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى ، قريبا من بحر الظلمات ، بلغ عبد الملك بن مروان خبر مدينة النحاس ، فكتب إلى عامله بالمغرب موسى بن نصير :”بلغني خبر مدينة النحاس التي بناها الجن لسليمان عليه السلام ، فاذهب إليها ، و اكتب إلي بما تعاينه من العجائب و عجل بالجواب سريعا إن شاء الله” .
خرج موسى بن نصير في عسكر كثيف و عدة كثيرة ، و خرج معه الأدلاء يدلونه على تلك المدينة ، فسافر على غير طريق مسلوك مدة أربعين يوما حتى أشرف على أرض واسعة كثيرة المياه و العيون و الأشجار و الوحوش و الطيور و الحشائش و الأزهار ، و بدا لهم سور مدينة النحاس كأن أيدي المخلوقين لم تصنعه ، فهالهم منظرها .
قال موسى بن نصير :”كيف السبيل إلى معرفة ما في هذه المدينة ؟” .
فقال المهندسون :”تأمر بحفر أساسها فمنه يمكن أن يُدْخَلَ إلى داخل المدينة” . فحفروا عند أساس سور المدينة حتى وصلوا إلى الماء، و أساس النحاس راسخ تحت الأرض حتى غلبهم الماء فعلموا أنه لا سبيل إلى دخولها من أساسها . ثم قال المهندسون :”يُبْنى إلى زاوية من زوايا أبراج المدينة بنيان حتى يشرف عليها” .
فقطعوا الصخر و و بنوا برجا مقداره ثلاثمائة ذراع حتى عجزوا عن رفع الحجارة و بقي من السور مقدار مائتي ذراع ، فاتخذوا من الأخشاب بنيانا على ذلك البنيان حتى وصلوا مائة و سبعين ذراعا ثم اتخذوا سلما عظيما ، و رفعوه بالحبال على ذلك البنيان حتى أسندوه إلى أعلى السور .
و قال الأمير موسى بن نصير :”من صعد إلى المدينة نعطيه ديته” . فانتدب رجل من الشجعان و أخذ ديته و أودعها و قال :”إن سلمت فهي أجرتي و إن هلكت فهي ديتي تدفع إلى أهلي” .
فصعد فوق السلم على سور المدينة ، فلما أشرف ضحك و صفق بيديه و ألقى بنفسه إلى داخل المدينة .
فسمعوا ضجة عظيمة و أصواتا هائلة ، ففزعوا و اشتد خوفهم و تمادت تلك الأصوات ثلاثة أيام و لياليها ثم سكتت تلك الأصوات فصاحوا باسم ذلك الرجل من كل جانب من العسكر فلم يجبهم أحد .
فلما يئسوا ندب الأمير رجلا آخر فحدث له مثل ما حدث مع الأول .
فتقدم رجلٌ من الشجعان بعد أن وُعِدَ بضعف الدية الأولى و قال :”أنا أصعد فشدوا في وسطي حبلا قويا ، و امسكوا طرفه معكم حتى إن أردت أن ألقي نفسي في المدينة فامنعوني “.
ففعلوا ذلك و صعد الرجل ، فلما أشرف على المدينة ضحك و صفق و ألقى نفسه فجروه بذلك الحبل و الرجل يُجَر من داخل المدينة فانقطع جسد الرجل نصفين ، و وقع نصفه من محزمه مع فخذيه و ساقيه و ذهب نصفه الآخر في داخل المدينة و كثر الصياح و الضجيج .. فقال الأمير :”ربما يكون في المدينة جن يأخذون كل من اطلع على المدينة ” . فأمر بالرحيل .. و سار خلف المدينة فرسخا أو نحوه فرأى ألواحا من الرخام الأبيض كل لوح مقدار عشرين ذراعا فيها نقش كتاب باللسان المسند فيها أسماء الملوك و الأنبياء و التتابعة و الفراعنة و الأكاسرة و الجبابرة ، و وصايا و مواعظ و ذكر النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و ذكر أمته و شرفه و شرف أمته و ما لهم عند الله عز و جل من الكرامة ، و كان عند الأمير من العلماء من يقرأ كل لغة ، فنسخوا ما على تلك الألواح ثم رأوا من بعد صورة من نحاس فذهبوا إليها فوجدوها على صورة رجل في يده لوح من نحاس و في اللوح مكتوب :”ليس ورائي مذهب ، فارجعوا و لا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا” .
و قال الأمير موسى :”هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار و النبات و الماء ، فكيف يهلك الناس فيها؟” . فأمر جماعة من عبيده فدخلوا تلك الأرض فوثب عليهم من بين تلك الأشجار نمل عظام ، كالسباع الضارية فقطعوا أولئك الرجال و خيولهم و أقبلوا نحو العسكر مثل السحابة حتى وصلوا إلى تلك الصورة فوقفوا عندها و لم يتعدوها فعجبوا من ذلك ثم انصرفوا .
بعدوا عن المدينة فوصلوا بحيرة كبيرة كثيرة الطين و الأمواج فيها تلتطم ، طيبة الماء كثيرة الطير و الشجر المثمر و الزهر المختلف ألوانه ، فنزلوا حولها و أمر الأمير الغواصين فغاصوا في البحيرة فأخرجوا حبابا من النحاس، عليها أغطية من الرصاص مختومة ، ففُتِح منها حبا فخرج منه فارس من نار على فرس من نار و في يده رمح من نار فطار في الهواء و هو ينادي “يا نبي الله لا أعود” . و فتحوا حبا آخر و آخر و كان نفس الشيء يحدث .. و قال الأمير :”ليس من الصواب أن نفتح هذه الحباب لأن فيها جنا قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم فأعادوا بقية الحباب إلى البحيرة ، ثم أذن المؤذنون لصلاة الظهر فلما ارتفعت الأصوات بالآذان خرج من وسط البحيرة شخص كالآدمي هائل المنظر ، و جعل ينظر إلى الناس يمينا و شمالا فصاح به الناس من كل جانب :”من أنت يا هذا القائم على الماء؟” فقال :”أنا من الجن الذين سجنهم سليمان في هذه البحيرة ، و إنما خرجت لما سمعت أصواتكم لأني ظننت أنه صاحب الكلام” . قالوا :”من صاحب الكلام ؟” .قال :”رجل يمر بهذه البحيرة في كل سنة يوما ، فيقف فيذكر الله و يسبح و يقدس و يكبر و يستغفر و يدعو لنفسه و للمؤمنين و المؤمنات ، ثم ينصرف ، و أسأله عن اسمه أو من هو فلا يكلمني” . قيل له :”أتظنه الخضر؟” . قال :”لا أدري” . قيل له :”كم سجن سليمان من الجن ؟” قال :”و من يقدر أن يحصي عددهم ؟” ، ثم غاب عنهم .
فلما عزموا على الانصراف قالت الأدلاء :”أيها الأمير إن الطريق الذي جئنا منه لا يمكن الرجوع منه ، لأن الأمم التي حول ذلك الطريق قد علموا بمجيئنا ، و قد حالوا بيننا و بين الرجوع عليهم ، و لا قدرة لنا على قتالهم و لكننا نعدل إلى جهة أخرى على أمة يقال لها منسك” .
و بعد أيام وصلوا إلى أمة عظيمة ، و إذا بقوم كان كلامهم كلام الطير لا يفهم ، فلما رأوهم أحاطوا بهم و عليهم أنواع السلاح و هم كالتراب كثرة . فأيقنوا بالهلاك حتى خرج ملكهم فسلم عليهم بلسان عربي ففرحوا و استبشروا خيرا . و سألهم من هم فقالوا له أنهم عرب من حيز أمير المؤمنين ، أما هو فقال :”نحن أمة من ولد منسك بن النفرة من ولد يافث بن نوح عليه السلام و أنا ملكهم . فسأله الأمير موسى :”أيها الملك ، كيف تعلمت لسان العرب و لا أرى في قومك من يكلمنا به غيرك ؟” . فقال الملك :”ما من لسان أمكنني تعلمه إلا و قد أنفقت على تعلمه و تعبت في معرفته دهرا ، و الملك إذا لم يصلح لنفسه بأن يزيد في فضائلها كيف يصلح برعيته؟ و معرفة اللسان زيادة إنسان فكل لسان إنسان” .
فاستأذنوه في الرحيل فأذن لهم . ثم كتب موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان بجميع ما رآه . فلما وصله الكتاب تعجب من أمر المدينة و من تلك المواعظ و الوصايا التي على الألواح ، و أسماء الملوك و ذكر النبي عليه السلام و شرف أمته ، و قال :”الحمد لله الذي جعلنا من أمته عليه السلام” . و أجاز الرسول و أحسن إليه فيما يقال ، و الله أعلم .
يقول الله عزوجل بسم الله الرحمن الرحيم (إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد )
لايوجد لأي أحد في عصرنا الحاضر استطاع أن يعرف شي عن هذه المدينة والحضارة
كانت الامم السابقة متقدمة في العلوم والحضارة في أمور نحن لم نقدر أن نصل اليها
وربنا سبحانه وتعالى أهلك أمم واقوام كثيرة قبلنا وقادر انوا يهلكنا ويأتي بغيرنا
ملحوظة انا لا استطيع ان أجزم أو أنفي قصة المدينة النحاسية والله ورسوله أعلم
المصدر
(كتاب أثار وأخبار العباد )
(الروائي الكبير رحمه الله كامل كيلاني وبالعودة إلى جوجل مكتبة لم أجد القصة وقد غيبت تماما علما أنني منذ شهرين أخذت القصة من خلاله )
قصص و روايات
قصة صليت عارية … قصص رعب كاملة

صليت عارية
السرير بيتحرك بيا بيترفع لفوق وينزل تاني ولسه الشئ ده بيتحسس في كل جسمي بل زاد الامر عن التلامس والتحسس …؟!!!
طب انت ايه ومين وعاوز ايه مني …؟؟.
عدت تقريبا اكتر من سنة وابتديت أهمل في الصلاة….!!!!؟؟
ههههه منا خلاص بعد القصة دي قررت اصلي يا ماما وأغير حياتي الحمد لله..
- مجلة الصور3 أشهر ago
ما هي لوحه “الحقيقة العارية” . . أو “الحقيقة تخرج من البئر”
- راديو مصر علي الهوا3 أيام ago
ريهام مصطفى
- البوابة الأخبارية4 أشهر ago
ابرز تصريحات مارسيل كولر بعد الفوز الكبير علي نادي المقاولون العرب
- راديو مصر علي الهوا11 شهر ago
احمد ميلانو
- البوابة الأخباريةشهرين ago
قائمة الزمالك لمباراة أرتا سولار اليوم
- البوابة الأخبارية7 أشهر ago
7 طرق للحصول على بشرة حيوية وصحية لتجنب ضربات الشمس
- اخبار السينما و الفن4 أسابيع ago
أثار إعلان فيلم Tiger 3،ضجة كبيرة بسبب مشهد معركة المناشف بين كاترينا كايف و ميشيل لي في الحمام التركي
- قصص و روايات3 أشهر ago
سبب الصراع بين سيد الظلام وصانع الخاتم الأوحد ساورون مع الجان والأقزام والبشر